ثم قال الشيخ النعماني معلّقا على هذا الحديث ـ : « فإنه أراد عزّوجلّ : يا امّة محمد صلىاللهعليهوآله ، أو يا معشر الشيعة ، لا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد. فتأويل هذه الآية جاء في أهل زمان الغيبة وأيامها دون غيرهم من أهل الأزمنة » (١).
والمطلوب من المنتظر أن يعيش حالة التأهّب التامّ والاستعداد الكامل لنصرة الإمام المهدي عليهالسلام ، وما يتطلب ذلك من الاعداد النفسي والمادي معاً بحيث ، يكون كالجندي الذي ينتظر قائده لخوض معركه حاسمة فاصلة. وإلى هذا المعنى يشير حديث الإمام الصادق عليهالسلام : « ليعدّنّ أحدكم لخروج القائم ولو سهماً ... » (٢).
ويدلّ عليه دعاء العهد المروي عن الإمام الصادق عليهالسلام ، وهو دعاء عظيم في بابه ، وقد جاء فيه قوله عليهالسلام : « اللهمّّ إنّي أجدد له ـ أي : للمهدي عليهالسلام ـ يومي هذا ، وما عشت من أيامي عهدا وعقدا وبيعة له في عنقي ، لا أحول عنها ولا أزول أبداً ... » (٣).
كما في دعاء العهد أيضاًًً ، من قوله عليهالسلام : « اللهمّ إن حال بيني وبينه
__________________
١ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٤ من المقدمة ( في ذيل الحديث المذكور ).
٢ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٣٢٠ / ١٠ باب ٢١.
٣ ـ زاد المعاد / المجلسي : ٢٢٣.