ابن على عليهمالسلام ، وأظهر المقالة بذلك ، فبرئت منه الشيعة أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام ، ورفضوه » (١).
فهو غريب جداً ، فضلاً عمّا فيه من خلط وتهافت ؛ لأن القول بمهدوية محمد بن عبد الله بن الحسن لم يُعْرَف إلاّ في زمان مروان الحمار آخر ملوك الأمويين ( ت / ١٣٢ هـ ) ولم يشتهر إلاّ في أواخر إمامة الإمام الصادق عليهالسلام ، أي قبل خروج محمد ، وقتله سنة ( ١٤٥ / هـ ) بمدّة قصيرة ، نتيجة لما قدّمناه من موقف الفقهاء والشعراء ودور الإعلام الحسني في إشاعة مهدويته بين الناس ، في حين يدلّ كلام النوبختي على حصول هذه المقالة بعد وفاة الإمام الباقر عليهالسلام سنة ( ١١٤ / هـ ) مباشرة ، ومحمد بن عبد الله لم يُعْرَف بما ذُكِر في ذلك الوقت ، ثم لا معنى لأن ينفي المغيرة قتله وادعاء غيبته وإمامته في حياته ، إذ لم يدع أحد اغتياله مثلاً في فترة اختفائه عن المنصور حتى ينفي المغيرة ذلك.
فكيف باظهارها بعد وفاة الإمام الباقر عليهالسلام إذن؟
ولأجل تصحيح تلك المقالة وقبولها ، لابدّ من افتراض صدورها بعد قتل محمد بن عبد الله الحسني ، أو على الأقل في زمان اختفائه وخوفه من المنصور.
ولكن إذا ما علمنا من صاحبها ـ وهو المغيرة ـ قد قتل بسبب شعوذته وسحره وكفره سنة ( ١١٩ / هـ ) ، في زمان هشام بن عبدالملك (٢) ، ومحمد بن
__________________
١ ـ فرق الشيعة / النوبختي : ٧٤ ـ ٧٥.
٢ ـ تاريخ الطبري ٧ : ١٢٩ ، في حوادث سنة / ١١٩ هـ.