المهدي عليهالسلام.
جدير بالذكر أنه لا يوجد في عالم الرواية سوى حديثين فقد في خصوص كون نسب المهدي الموعود به في آخر الزمان حسنياً.
أحدهما : حديث أبي داود في سننه ، وقد سبق أن ناقشنا هذا الحديث وبينا ضعفه وزيفه من عدّة جهات.
والآخر : أرسله الطبري المفسّر العامّي في تهذيب الآثار (١) ، ولا عبرة به لإرساله ، ولأنه ليس من طرقنا.
في حين وردت عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيته الأطهار عليهمالسلام وخصوصاً الإمام الصادق عليهالسلام روايات كثيرة تزيد على مائة رواية ، وكلها صريحة بما ذكرناه.
نكتفي بواحدة منها ، وهي ما رواه أبان بن عثمان ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : « بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم بالبقيع حتى أقبل على عليهالسلام فسأل عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقيل منه بالبقيع ، فأتاه على عليهالسلام ، فسلم عليه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اجلس ، فاجلسه عن يمينه ـ إلى أن قال ـ ثم إلتفت رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى عليّ عليهالسلام فقال : « ألا أبشرك؟ ألا أخبرك يا علىّ؟ فقال : بلى يا رسول الله ، فقال : كان جبرئيل عليهالسلام عندي آنفاً وأخبرني أن القائم الذي يخرج في أخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً ، من ذريتك ، من ولد الحسين .. » (٢).
__________________
١ ـ نقله عنه السيوطي في الحاوي للفتاوى ٢ : ٦٦.
٢ ـ كتاب الغيبة / النعماني ٢٤٧ ـ ٢٤٨ / ١ باب ١٤.