المادي في تلك الفلسفة هو الحاكم في مجال العقيدة عند من تأثر بتلك الفلسفة وروّج لها من المستشرفين وغيرهم.
وأما في المنظور الإسلامي فيكفي الاعتقاد بالغيب ثبوت الإخبار عنه بالطريق الشرعي ، كوجوده في القرآن الكريم ، أو في الصحيح من الحديث النبوي الشريف ، أو من حديث أهل البيت عليهالسلام الذين زكّاهم الله تعالى ، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراًً.
والحديث عن دور الإمام الصادق عليهالسلام في موضوع الثقافة المهدوية بوجه عام ، والغيبة والغائب بوجه خاص ، ينبغي أن لا تغيب عنه المقدمات التي اعتمدها الإمام الصادق عليهالسلام في بناء تلك الثقافة بناء محكماً ، وذلك من خلال القيام بترسيخ القواعد اللازمة في ذهنية الأمة ، والعمل الدؤوب على نشرها ، حتى استطاع عليهالسلام من خلال التأكيد عليها ، وبيان مصداقها الخارجي أن يجعل العقيدة بالإمام المهدي وغيبته عليهالسلام ـ قبل أن يولد بأكثر من مائة عام ـ من القلاع الشامخة الحصينة التي لايمكن لأحد تسلّق أسوارها ، فضلاًً عن السطو عليها بهدف النيل منها أو تشويهها ، ومن تلك القواعد :
القاعدة الاولى :
قاعدة العصمة والمرجعية العلميّة والسياسية لأهل البيت عليهمالسلام
وهذه القاعدة كغيرها من القواعد الأخرى الآتية كانت معروفته من قبل ، بفضل ما ورد بشأنها في القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلىاللهعليهوآله وأهل البيت من آباء الإمام الصادق عليهمالسلام ، ولكنها لم تصل مداها الأرحب