ومع هذا فإن الصحابة لم يكونوا على جهل تام بهوية من سيأتي بعد أصحاب الكساء عليهمالسلام ، إذ علموا مسبقاً بعدد الأئمة بعد النبي صلىاللهعليهوآله وهم اثنا عشر على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآله كما سيأتي في القاعدة الرابعة ، وفيهم من علم أسماءهم عليهمالسلام من رسول الله صلىاللهعليهوآله مباشرة كجابر بن عبد الله الأنصاري (١) ، وابن عباس (٢) وسلمان الفارسي رضي الله عنه (٣) ، هذا فضلاًً عمن علم منهم بانحدار بقية أهل البيت من صلب الإمام الحسين عليهالسلام ، وإن عددهم لا يزيد ولا ينقص عن تسعة ، وإن تاسعهم هو المهدي الموعود ، ومن جملة من علم ذلك ، أبو سعيد الخدري ، وأبو أيوب الأنصاري ، وعلى الهلالى ، وغير هم كثير (٤).
وإذا ما عدنا إلى واقع أهل البيت عليهمالسلام نجد النصّ قد توفَّر على إمامتهم بكلا طريقيه : النص المستطيل الشامل ، وتعيين السابق للاحق ، ومن سَبَر الواقع التاريخي لسلوكهم علم يقيناً بمنهم ادّعوا لأنفسهم
__________________
١ ـ اُصول الكافي ١ : ٥٣٢ / ٩ باب ١٢٦ ، وإكمال الدين ١ : ٣١٣ / ٤ باب ٢٨ ، وينابيع المودة ٣ : ١٧٠ باب ٩٤.
٢ ـ ينابيع المودة ٣ : ١٦٢ باب ٩٤ و ٢ : ٨٣ المودة العاشرة ( في عدد الأئمة ، وإنّ المهدي منهم عليهمالسلام ).
٣ ـ أُصول الكافي ١ : ٥٢٥ / ١ باب ١٢٦.
٤ ـ اُنظر : البيان في أخبار صاحب الزمان / الكنجي الشافعي : ٥٠١ ـ ٥٠٢ ، والفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي : ٢٩٥ ـ ٢٩٦ فصل ١٢٠ ، وينابيع المودة / القندوزي الحنفي ٣ : ١٤٩ باب ٩٤ ، وفي كفاية الأثر للخزاز جمع غفير من الصحابة الذين وَعوا هذه الحقيقة ورووها لمن بعدهم.