بأحاديث كثيرة في هذا المعنى لاحاجة لنا بها ، وأما في خصوص الإمام المهدي عليهالسلام فقد مرّ أن سنناً من الأنبياء عليهمالسلام في غيباتهم ، وهي لابد وأن تتحقق فيه عليهالسلام.
ويدل على ماقلناه ، ما رواه سدير الصيرفي عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : « إنّ للقائم منا غيبة يطول أمدها ، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله! ولم ذلك؟ قال : لأنّ الله عزّوجلّ أبى إلاّ أن تجري فيه سنن ألأنبياء : في غيباتهم ، وأنه لابد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم ، قال الله تعالى : ( لتركبنّ طبقا عن طبق ) (١) أي : سنن من كان قبلكم » (٢). وأما عن سبب جريان تلك السنن في الإمام المهدي عليهالسلام فعلمه عند الله عزّوجلّ.
ويؤيد ذلك ما رواه عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها ، يرتاب فيها كل مبطلٍ ، فقلت : ولم جعلت فداك؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم؟ قلت : فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال : وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره ، كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر عليهالسلام من خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار لموسى عليهالسلام
__________________
١ ـ سورة الانشقاق : ٨٤ / ١٩.
٢ ـ علل الشرائع / الشيخ الصدوق ١ : ٢٤٥ / ٧ باب ١٧٩ باب علة الغيبة ، واكمال الدين ٢ : ٤٨٠ ـ ٤٨١ / ٦ باب ٤٤.