إلى وقت افتراقهما. يا ابن الفضل! إنّ هذا الأمر أمر من ( أمر ) الله تعالى ، وسرٌّ من سرّ الله ، وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا أنه عزّوجلّ حكيم صدّقنا بمن أفعاله كلها حكمة ، وإن كان وجهها غير منكشف » (١).
لقد فرّق هذا الحديث بين علة الغيبة ، ووجه الحكمة في غيبة الإمام عليهالسلام أما العلة ، فقد علّمها الله تعالى لأوليائه ، غير أنه عزّوجلّ لم يؤذن لهم في كشفها ، وبهذا يتبيّن اشتباه بعضم في جعل تلك العلة الخافية علينا من أسرار الله عزّوجلّ التي لم يطلع عليها أحداً من أوليائه عليهمالسلام! والصحيح منه سبحانه استأثر بوجه الحكمة في غيبة الإمام ، ولم يستأثر بالعلة نفسها كما هو صريح هذا الحديث الشريف.
تعدّ مسألة تمحيص الناس واختبارهم في زمان الإمام المهدي عليهالسلام مسألة متواترة عن الإمام الصادق عليهالسلام فحسب ، فقد رواها عنه أبان ابن تغلب ، وأبو بصير ، والربيع بن محمد المسلّي ، وزرارة ، وسدير الصيرفي ، وعبد الله بن الفضل الهاشمي ، وعبد الله بن يعفور ، وعبد الرحمن بن سيابة ، وفرات بن الأحنف ، والمفضّل بن عمر ، ومهزم بن أبي برده الأسدي ، وأخرجها محدثو الشيعة ، عن هؤلاء ، عن الإمام عليهالسلام من طرق شتى فيما
__________________
١ ـ إكمال الدين ٢ : ٤٨١ ـ ٤٨٢ / ١١ باب ٤٤ ، وعلل الشرائع ١ : ٢٤٥ ـ ٢٤٦ / ٨ باب ١٧٩ باب علة الغيبة.