ومنها قوله في محمد هذا : « إنه يقتل عند أحجار الزيت » وكقوله عليهالسلام فيه أيضاًً : « يأتيه سهم غرب يكون فيه منيّته ، فيا بؤساً للرامي ، شلّت يده ، ووهن عضده » (١).
أراد الإمام الصادق عليهالسلام ـ بعد أن أخذ دوره المطلوب في نصح وتحذير القيادة الحسنية وقاعدتها بوجوب الكف عن أشاعة مهدوية ابن عبد الله ـ أن يكون تطلّع الأمة إلى الله تعالى من خلال عقيدتها بالإمام المهدي عليهالسلام المبشر بظهوره في آخر الزمان ، تطلعاً صحيحاً وموجهاً ، الأمر الذي يقتضى تزويدها بما يمكن معه أن تقيّم كل دعوى من هذا القبيل ؛ ولهذا جاء التأكيد على سبق دعوى المهدوية لزمان ظهور المهدي عليهالسلام.
ويدل عليه ما مرّ بنا من قوله ـ في اجتماع الابواء ـ لعبد الله بن الحسن : « .. إن كنت ترى أن أبنك هذا هو المهدي! فليس به ، ولا هذا أوانه ».
فقوله عليهالسلام : « فليس به » صريح بأن المهدي الموعود عليهالسلام ليس هو محمد ابن عبد الله الحسني ، إذ لم يولد الإمام المهدي عليهالسلام بعد ، ولا أقلّ من حديث كون الأئمة أثنا عشر آخرهم المهدي ، وهو الحديث الذي عرفته الأمة كلها ، فأين الأحد عشر الذين سبقوا ابن عبد الله حتى يكون هو خاتمتهم؟
وقوله عليهالسلام : « ولا هذا أوانه » ناظر إلى الامور التي تسبق الظهور وجاء
__________________
١ ـ الغارات / الثقفي : ٦٨٠ ، وشرح نهج البلاغة ٧ : ٤٨ في شرح الخطبة رقم / ٩٢.