مهما طال بها الزمان.
وهناك أحاديث اُخرى صرّحت بطول الغيبة الثانية كقوله عليهالسلام : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين : إحداهما تطول حتى يقول بعضهم : مات ، وبعضهم يقول : قُتل ، وبعضهم يقول : ذهب .. » (١). وغيرها من الأحاديث التي سبقت في تأكيده عليهالسلام على أنّ للمهدي عليهالسلام غيبتين.
كما أن الأحاديث المتقدمة في طول العمر كلها تصبّ في الجواب على هذه الشبهة أيضاً.
ومفاد هذه الشبهة ـ كما عند بعضهم ـ أنه ادُّعِيَتْ الغيبة عند أكثر فرق الشعية التي زعمت إمامة أئمّتهم والقول بمهدويتهم وغيبتهم كالكيسانية والناووسة والواقفية وغيرها.
الأمر الذي أدّي ـ بزعمهم ـ إلى عدم معرفة الحقيقة في خضم هذه المدعيات!!
وقدمرّ الجواب مفصلاً في هذا الباب على سائر تلك الفرق.
ويزيد الأمر وضوحاً ما قاله الإمام الصادق عليهالسلام في تحديد هوية الإمام الغائب في أحاديث شتى ، نكتفي بالتذكير بواحد منها وهو ما قاله عليهالسلام للسيد الحميري : « إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي ، وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله .. الحديث » وقد بيّن عليهالسلام فيه وفي غيره
__________________
١ ـ كتاب الغيبة / الشيخ النعماني : ١٧١ ـ ١٧٢ / ٥ باب ١٠ ، وعقد الدرر / المقدسي الشافعي : ١٧٨ ـ ١٧٩ باب ٥.