الفصل الثاني
ترسيخ الإمام الصادق عليهالسلام للقواعد
الكاشفة عن هوية الإمام الغائب
هناك جملة وافرة من الأحاديث النبويّة الشريفة ، التي يمكن عدها ـ وبكل اطمئنان ـ من القواعد الأساسية التي أصّلتها الشريعة الإسلامية في مقام بيان منزلة ومعرفة الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام ، ابتداءً من أمير المؤمنين الإمام على بن أبي طالب ، وانتهاء بالإمام الحجة ابن الحسن العسكري عليهمالسلام ، بحيث لو ضمّ بعضها إلى بعض لتكشّفت من خلالها هوية الإمام الغائب ، وبصورة لا تحتاج معها إلى أي دليل آخر في مسالة ولادته ، وإمامته وغيبته وطول عمره وظهوره في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً وقسطاًًً بعد ما ملئت ظلماًًً وجوراًًً ، وهو ما اتّضح لطلائع التشيّع ، وآمنوا به قبل ولادة الإمام المهدي عليهالسلام بعشرات السنين ، نتيجة لتلك الأخبار التي أفصحت عن كل هذا قبل زمان تحقّقه.
ومن الطبيعي من لا يتّفق هذا المنهج القائم على الإيمان بالغيب مع معطيات الفلسفة المادية التي لا تؤمن بالغيب أصلاًً ، ومن هنا أصبح الدليل