سأل عبد الأعلى مولى آل سام أبا عبد الله الصادق عليهالسلام بقوله : قلت له : ( قل اللهمّ مالك الملك توتي الملك من ّتشاء وتنزع الملك ممن تشاءُ ) (١) أليس قد أتى الله عزّوجلّ بني أميه الملك؟
قال عليهالسلام : ليس حيث تذهب إليه ، إن الله عزّوجلّ أتانا الملك وأخذته بنو أميه ، بمنزلة الرجل يكون له الثّوب فيأخذه الآخر ، فليس هو للذي أخذه » (٢).
ومن هنا لم يتعرض إمامنا الصادق عليهالسلام إلى إبطال مهدوية عمر بن عبد العزيز بصورة مباشرة ، لعلم الأمة كلها بذلك ، وإنما نبّه الأمة على جرائم بني أميه ، ولم يستثن أحداً منهم قط ، كما هو شأن الأحاديث السابقة في مثالبهم ، مبيناً عليهالسلام ما يكفي لدحض كل دعوى زائفة بهذا الشأن سواء التي عاصرها أو التي جائت بعد حين ، وذلك عن طريق تصريحه تارة بأن المهدي عليهالسلام لم يولد بعد ، وأخرى بأنه من ذريّة الحسين عليهالسلام ، وثالثة ببيان هويته الكاملة كما لاحظنا ذلك في الفصول السابقة مما لم يبق ـ بهذا ـ مجالاً لاستمرار أية حجة للتمسك بأمثال تلك الدعاوى الباطلة ، وغيرها من دعاوى المهدوية الزائفة كما سنرى.
__________________
١ ـ سورة آل عمران : ٣ / ٢٦.
٢ ـ روضة الكافي ٨ : ٢٢٢ / ٣٨٩.