فتنتهم وانحرافهم ؛ فماذا يتوقع بعد هذا إذن أن يقوله الإمام الصادق عليهالسلام في تلك الدولة الخبيثة المنحرفة من رأسها إلى أساسها؟
روى سفيان بن عيينة عن الإمام الصادق عليهالسلام بأن بني أميه لم يطلقوا تعليم الشرك للناس ؛ لكي إذا حملوهم عليه لم يعرفوه (١).
وروى الحكم بن سالم ، عمّن حدّثه عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا : صدق الله ، وقالوا : كذب الله! قاتل أبو سفيان رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقاتل معاوية بن أبي طالب عليهالسلام ، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن على عليهالسلام ، والسفياني يقاتل القائم عليهالسلام » (٢).
واما من اغتر بماورد في سيرة عمر بن عبدالعزيز من رد المظالم وأشباهها كارجاع فدك إلى بني فاطمة عليهاالسلام ووصفهم له بالعدالة!!
فجوابه ما ذكرناه في أول رد هذه المقولة ، بأنه استلم السطلة من الشجرة الملعونة ، ومقتضى العدلّ من يتنحى عنها ولا يتقدم ـ بنص الحديث الصحيح ـ على قوم نهي من التقدم عليهم ، أو على الاقلّ أن يرجعها إليهم بعد وفاته لا أن يرجعها إلى تلك الشجرة الخبيثة التي اجتثت فما لها من قرار.
وما قيمة رد المظالم في قبال اغتصاب الحق الأكبر؟!
__________________
١ ـ أصول الكافي : ٢ : ٤١٥ ـ ٤١٦ / ١ ، كتاب الايمان والكفر.
٢ ـ معاني االأخبار / الصدوق : ٣٤٦ / ١ ، باب معنى قول الصادق عليهالسلام ، إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله عزّوجلّ.