فقد أفتى ببطلان هذه الدعوى ، وقال بحق أصحابها : « ويجب قمعهم أشدَّ القمع ، وردعهم أشدُّ الردع ؛ لمخالفة اعتقادهم ما وردت به النصوص الصحيحة والسُّنن الصربحة التي تواترت الأخبار بها ، واستفاضت بكثرة رواتها من أنّ المهدي رضياللهعنه الموعود بظهوره في آخر الزمان يخرج مع سيدنا عيسى على نبينا وعليهالسلام » (١) ، ثمّ حكم عليهم بالكفر أيضاًً.
فقد أفتى ببطلان دعوى هذه الطائفة أيضاًً ، فقال : « اعتقاد هؤلاء الطائفة في الرجل الميت أنَّه المهدي الموعود بظهوره في آخر الزمان باطل ، للأحاديث الصحيحة الدالّة على صحّة صفة المهدي ، وصفة خروجه ، وما يتقدم بين يدي ذلك من الفتن ... » (٢) ثم بيّن أنَّ اعتقادهم بهذا الرجل بأنّه هو المهدي وتكفير من خافهم ، هو الكفر بعينه ، وأفتى بوجوب استتابتهم ورجوعهم إلى الاعتقاد الحق ، وإلاّ قتلوا.
فقد قال : « لا ريب في فساد هذا الاعتقاد ، لما اشتمل عليه من مخالفة الأحاديث الصحيحة بالعناد. فقد صحَّ عنه عليه الصلاة والسّلام كما
__________________
١ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٨٠.
٢ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٨١.