القائم المهدي عليهالسلام ، وأنه لابدّ من ظهوره عليهالسلام بعد انتهاء أمد غيبته ، وحينئذٍ سيتحقّق حلم الأنبياء عليهمالسلام جميعاًً بإقامة ودولة الحق العظمى في جميع الأرض على يده الشريفة ، وفي الأخير إعلان بتمسّك السيد الحميرى بهذا الدين الحق ، وإنه لا يخشي فيه لومة لائم.
كما أن أجواءِ القصدية وأبياتها تكشف عن أن احاديث غيبة الإمام المهدي عليهالسلام الواصلة إلينا لم تكن قط من صنع أية حركة أو طائفة ، ولا هي من صنع متكلمي الشيعة في القرنين الثالث والرابع الهجريين كما يفتري بذلك بعض المهرجين ، وإنما هي ـ في حدود أجواء القصيدة فقط ـ من اخبار أهل البيت عليهمالسلام منذ عهد أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام وصولاًً إلى الإمام الصادق عليهالسلام ، فضلاً عمّا في غيرها وهو كثير.
كما تكشف أجواء القصيدة أيضاًً عن دور الإمام الصادق عليهالسلام في التصدّي الحازم لمزاعم المهدوية كالكيسانية ، وبثه الوعي اللازم تجاه العقيدة المهدوية الصحيحة ، مع استغلال كل فرضة سانحة لغرس مبادي الدين النقية التي تقوم عليها نظرية الحكم في الاسلام كما يفهم من تقرير الإمام عليهالسلام لمفردات تللك القصيدة الرائعة التي جاءت زاخرة بفكر الإمامة ومفعمة بعقيدة النص والتعيين.
وأما من خلو الأبيات الشعرية من التصريح بهوية الإمام المهدي عليهالسلام فلا يدلّ على عدم تحديد الهوية للسيد الحميري من قبل الإمام الصادق عليهالسلام خصوصاً وقد مرّ في كلامه المنثور ما هو صريح بهذا التحديد. وربّما قد يكون التحديد مذكوراً في رائيته المتقدمة حيث اقتصر على بعض