السريع؟ ثم من أين لأبي جعفر الدوانيقي أن يعلم بكل هذا لو لم يأخذه من عين صافية؟
نعم ، أخذه من الإمام الباقر عليهالسلام في زمان الدولة الاموية (١) كما أخذه من الإمام الصادق عليهالسلام يوم خاطب عبد الله بن الحسن بمحضر منه ومن أخيه السفاح قائلاً : « إن هذا الأمر والله ليس إليك ولا إلى إبنيك ، وإنّما هو لهذا ـ يعني السفاح ـ ثم لهذا ـ يعني المنصور ـ ثم لِوُلْدِهِ من بعده ، لا يزال فيهم حتى يأمّروا الصبيان ، ويشاوروا النساء » (٢).
وهكذا كان للمنصور العباسي الدور الأول في خداع الأمة والتحايل على عقيدتها في الإمام المهدي الموعود عليهالسلام تارة بادّعائها للحسني ، وأخرى لولده ، هذا في الوقت الذي كان يعتقد فيه اعتقاداً راسخاً بأن المهدي الموعود غيرهما. والدليل عليه ما قاله يوسف بن فتيبة بن مسلم ، قال : « أخبرني أخي مسلم بن قتيبة ، قال : أرسل إلى أبو جعفر ـ المنصور ـ ، فدخلت عليه ، فقال : قد خرج محمد بن عبد الله وتسمّى بالمهدي ، ووالله ما هو به. واُخرى أقولها لك لم أقلها لأحد قبلك ، ولا أقولها لأحد بعدك : وابني هذا والله ما هو بالمهدي الذي جاءت به الرواية ، ولكنني تيمّنت به ، وتفاءلت به » (٣).
ويدلّ عليه أيضاً ما أخرجه الشيخ المفيد عن سيف بن عميرة ، قال :
__________________
١ ـ كما في روضة الكافي ٨ : ١٧٨ / ٢٥٦.
٢ ـ مقاتل الطالبيين : ٢٢٦.
٣ ـ مقاتل الطالبيين / أبو الفرج الأصبهاني : ٣٠٧.