ومصادرة ميراثه من أبيه عليهماالسلام ، وتمزق قلوب أتباعه ، ولكنه التمحيص والبلاء الذي لابدَّ منه. ويدلُّ على ذلك ما في الحديث المؤلّم الآتي :
٣ ـ عن سدير الصيرفي ، والمفضّل بن عمر ، وأبي بصير, وابان بن تغلب ؛ كلهم عن الإمام الصادق عليهالسلام في حديث طويل جاء فيه قوله عليهالسلام : « ... سيدي! غيبتك نفت رُقادي ، وضيقت عليّ مِهادي ، وابتزّت مني راحة فؤادي ، سيدي! غيبتك أوصلت مصابي بفجايع الأبد ... » وحين سألوه عليهالسلام عن سر توجعه ، قال عليهالسلام : « نظرت في كتاب الجَفْر صبيحة هذا اليوم ... وتأولت فيه مولد قائمنا ، وغيبته ، وابطاءه ، وطول عمره ، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان ، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته ... » (١).
هذا وقد مرّ الكلام عن الجَفْر واعتراف ابن خلدون ، والجرجاني ، وصاحب كشف الظنون بصحّة كتاب الجفر ، وأكّدوا صراحة على إخبار الصادق والرضا عليهماالسلام من هذا الكتاب بحوادث مستقبلة وقعت على طبق ما أخبرا به.
وهذا الحديث قد تضمّن من الآيات الدلالة على الإمام الثاني عشر عليهالسلام الكثير الذي لا ينطبق إلاّ عليه عليهالسلام.
__________________
١ ـ إكمال الدين ٢ : ٣٥٢ ـ ٣٥٧ / ٥٠ باب ٣٣ ، وينابيع المودة / القندوزي الحنفي ٣ : ٣١٠ ـ ٣١١ / ٢ باب ٨٠.