ومن خلال معرفتنا بوفبات رواة الحديث عن الإمام الصادق عليهالسلام مباشرة يتضح لنا انهم أدركوا الإمام الكاظم عليهالسلام وبعضهم عاصره ، وعليه لابدّ وأن يكون الحديث هذا بعد ولادة الإمام الكاظم عليهالسلام بسنين كثيرة الامر الذي يدلّ قوله عليهالسلام : « وتاولت فيه مولد قائمنا » أنه لا مجال للتصديق بدعوى مهدوية الإمام الكاظم عليهالسلام التي تزعمتها رؤوس الواقفية طمعاً في أمواله عليهالسلام بعد وفاته لأنه كان عليهالسلام مولودا في ذلك الحين.
ويزيد هذا الأمر وضوحاً ان الإمام الصادق عليهالسلام لم يكتف بالتصريح بطول الغيبة وتولد الشكوك في القلوب من طولها ، لئلاّ يكون هذا اغراءً بمقولة الواقفية الذين قالوا بأن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلام قد غاب في حبس هارون لعنه الله ، وإنما صرح الإمام الصادق عليهالسلام بطول العمر ، الأمر الذي زيّف قولهم وأبطله قبل انطلاقه ، ومما زاده زيفا ودحضته الأيام وكذّبه التاريخ هو عُمْرُ الإمام الكاظم عليهالسلام حيث استشهد وهو في سن الخامسة والخمسين ، فأين طول العمر إذن؟
وقد جاءت هذه الفوائد في غمرة التأكيد على حصول الغيبة بالإمام الثاني عشر عليهالسلام ، وإلاّ فسيأتي ما يدلّ على طولها صراحة في العنوان الآتي.
١ ـ عن محمد بن حمران ، عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « القائم منا منصور بالرعب ، مؤيد بالنصّر ، تطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز