لا سيّما تلك التي عاصرها الإمام الصادق عليهالسلام ومنها مهدوية المهدي العباسي. ممّا يعني هذا .. من معرفة موقفه عليهالسلام من هذه المسألة يتطلب معرفة موقفه أن سابقاتها والوقوف على منهجه في توضيح هوية الإمام المهدي عليهالسلام وهو ما سبق تفصيله.
على أن محمد بن عبد الله المنصور يكنى : أبا عبد الله ، وعلى هذا ، فهويته الشخصية مطابقة لهوية ( المهدي الحسني ) من جهة : الاسم ، والكنية ، واسم الأب ، واللقب ( المهدي ). وتختلف معها في النسب ، واسم الأمّ ؛ إذ ذاك ( حسني ) ، وهذا ( عباس ). وأمّ ذاك ( هند ) ، وأمّ هذا ( أمّ موسى بنت منصور الحميرية ) (١).
وقد مر عن الإمام الصادق عليهالسلام منا يبيّن الفرق الكبير بين هوية الإمام المهدي عليهالسلام وبين تلك الهويات الزائفة.
ولعل الشيء الذي لا بدّ من ذكره هنا ليعبّر لنا عن موقف الإمام الصادق عليهالسلام من مهدوية العباسي بصورة مباشرة هو رأية في بني العباس وسلطتهم ، وخير ما يوضح لنا ذلك أحاديثه الشريفة ، وهي على أصنافٍ كثيرة ، نشير إلى بعضها اختصاراً ، وهي :
ويدلُّ عليه أحاديث التقيّة الواردة عن الإمام الصادق عليهالسلام وهي كثيرة ، وتظهر صلتها المباشرة بما نحن فيه إذا علمنا بتصريح الإمام الصادق عليهالسلام ـ كما تقدم في فصول البحث ـ بارتفاع التقيّة في زمان ظهور
__________________
١ ـ مروج الذهب ٣ : ٣١٩ ، وتاريخ الخلفاء : ٢١٨.