وهو كثير. ولكن المهمّ هنا هو أن المراد بالنفس الزكيّة في هذه الرواية وغيرها ، ليس محمد بن عبد الله بن الحسن ، وإن تلقّب بهذا واشتهر به.
ولو قيل لمحمد نفسه : هل أنت النفس الزكيّة المشار له في الروايات؟ لما أجاب بغير ( لا ) قطعاً ، وإلاّ لتنازل عن دعوى المهدوية لنفسه وحكم ببطلانها ؛ لوضوح أن النفس الزكيّة غير الإمام المهدي عليهالسلام.
ومن ثم فإن النفس الزكيّة في لسان جميع الروايات يُقتل في المسجد الحرام بين الركن والمقام وفي بعضها تحديد لزمان استشهاده في الخامس والعشرين من ذي الحجة الحرام ، قبل ظهور الإمام المهدي عليهالسلام بخمس عشرة ليلة (١) ، وفي بعض الروايات أن اسمه محمد بن الحسن (٢) ، وأين هذا من محمد بن عبد الله الحسني المقتول في المدينة المنورة في الرابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة / ١٤٥ هـ بلا خلاف؟ فكيف يشتبه به أنه النفس الزكيّة واقعاً إذن؟! على أنه لا مانع من توصيفه بهذا مع الالتفات إلى ما قدمناه.
وبهذا يتبين اشتباه أبي الفرج الأصبهاني بقوله في محمد بن عبد الله الحسني : « وكان أهل بيته يسمونه المهدي ، ويقدرون انه الذي جاءت فيه الرواية ، وكان علماء آل ابي طالب يرون فيه أنه النفس الزكيّة ، وأنّه المقتول بأحجار الزيت » (٣).
ومورد اشتباهه في قوله : « وكان علماء آل أبي طالب يرون فيه منه
__________________
١ ـ كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٤٤٥ / ٤٤٠.
٢ ـ كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٤٦٤ / ٤٨٠.
٣ ـ مقاتل الطالبين : ٢٠٧.