وأما عند الإطلاق فينصرف إلى الإمام الحجة ابن الحسن العسكري عليهماالسلام وكذلك الحال مع لفظ ( المهدي ).
وبعبارة اُخرى : عندما نستقصي الأخبار نرى أن سائر الأئمة عليهمالسلام قد وصفوُا بهذا الوصف مع إضافة مثل « القائم بدين الله » و نحوه ، وأما « القائم » على الإطلاق فلم يُطلق إلاّ على الإمام الثاني عشر منهم عليهمالسلام.
وردت في أحاديث المهدي عليهالسلام عند الإمامية ما هو صريح بسيرته عليهالسلام عند ظهوره ، وأنه يأتي بعمل جديد. وقد زعم بعضهم أن معنى هذا من مهدي الشيعة سينسخ بسيرته الدين المحمدي!
وهذه ليست شبهة في الواقع وإنما كلام فارغ هدفه التشنيع لا أكثر ولم يتخرصه سوى الوهابية فيما أعلم ، ومهما يكن الهدف فقد أجاب الإمام الصادق على هذا الافتراء قبل ولادة مؤسس الفرقة الوهّابية بعدة قرون.
١ ـ فعن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « القائم من ولدي اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، وشمائله شمائلي ، وسنّته سنّتي ، يقيم الناس على ملّتي وشريعتي ويدعوهم إلى كتاب ربي عزّوجلّ .. » (١).
٢ ـ وعن أبي بصير ، عن ابي عبد الله عليهالسلام قال : « إن في صاحب هذا الأمر سنناً من الأنبياء : سنّة من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من
__________________
١ ـ إكمال الدين ٢ : ٤١١ / ٦ باب ٣٩.