بني هاشم ؛ لمن النبيّ! صلىاللهعليهوآله قال : « كلهم من بني هاشم » في رواية عبدالملك ، عن جابر ، وإخفاء صوته صلىاللهعليهوآله في هذا القول يرجّح هذه الرواية : لمنهم لا يُحسنون خلافة بني هاشم. ولا يُمكن أنْ يحمل على الملوك العبّاسية ؛ لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلّة رعايتهم ... ويؤيد هذا المعنى ـ أي : أنَّ مراد النبيِّ! صلىاللهعليهوآله الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته ـ ويرجّحه حديث الثقلين » (١).
ولا يخفى من حديث : « الخلفاء اثنا عشر » قد سبق التسلسل التاريخي للأئمَّة الاثني عشر ، وضبط في كتب الصحاح وغيرها قبل تكامل الواقع الإمامي ، فهو ليس انعكاساً لواقع ، وإنّما هو تعبير عن حقيقة رّبانية نطق بها من لا ينطق عن الهوى ، فقال صلىاللهعليهوآله : « الخلفاء بعدى اثنا عشر » ليكون ذلك شاهداً ومصدقاً لهذا الواقع المبتدىء بأمير المؤمنين عليّ ، والمنتهي بالإمام المهدي عليهالسلام ، وهو التطبيق الوحيد المعقول لذلك الحديث (٢).
فالصحيح إذنْ من يُعتبر الحديث من دلائل النبوّة في صدقها عن الإخبار بالمغيّبات ، أما محأولاًًت تطبيقه على من عرفوا بنفاقهم وجرائمهم وسفكهم للدماء من الامويين والعباسيين وغيرهم فهو يخالف الحديث مفهوماً ومنطوقا على الرغم ممّا في ذلك من إساءة بالغة إلى مقام النبيّ! صلىاللهعليهوآله إذ يعني ذلك منه أخبر ببقاء الدين إلى زمان عمر بن عبدالعزيز مثلاً ، لا
__________________
١ ـ ينابيع المودة ٣ : ١٠٥ باب ٧٧ في تحقيق حديث « بعدي اثنا عشر خليفة ».
٢ ـ بحث حول المهدي / السيد الشهيد محمد باقر الصدر : ٥٤ ـ ٥٥.