جاء التأكيد عليها في مقابل استعجال بعض أصحاب الأئمة عليهمالسلام في مسألة ظهور الفرج على يد الإمام المهدي عليهالسلام ، إذ سبق إلى أذهانهم دوره الشريف في انشاء دولة آل محمد صلىاللهعليهوآله ، دولة الحق الشامل وذلك من خلال ما بشّر به النبيّ صلىاللهعليهوآله الأطهار عليهمالسلام ، والمعروف من انتظار الفرج في ظلّ الاستبداد والعنف السياسي المقيت المتواصل ، عادة ما يكون مدعاة للسام والضجر ، وقد ينتج عنه اليأس من الظهور ، والشكّ في أصل القضية ، ولهذا حاول الإمام الصادق عليهالسلام تنبيه هذه الشريحة على القاعدة القرآنية القائلة : ( يوم ندعو كلَ أناسٍ بإمامهم ) (١) وذلك من خلال أحاديث الشريفة المصرّحة بوجوب معرفة إمام الزمان الحقّ ، واذا ما أضيف هذا الى تنبيهه عليهالسلام على مسالة عدم التوقيت ، مع ضرورة البقاء في حالة تاهّب وانتظار مع بيان فضل الانتظار بانه من أنواع العبادة ، علم انّ الهدف أن وراء ذلك إنّما هو لاجل تثبيت القلوب والقضاء على عوامل الياس التي قد تنشأ نتيجة الانتظار الطويل ، وها لا يعأرض اية خطوة من خطوات كشف الطريق ، كبيان مستقبل الأمة على يد الإمام المهدي ، وتشخيص هويته عليهالسلام بالتلميح تارة وبالتصريح تارة اخرى.
واما عن حاجتهم إلى هذا على الرغم أن معرفتهم إمام زمانهم ، فهي حاجة كل إنسان إلى معرفة ما في المستقبل ، اذ المطلوب أن لا يعيش الانسان يومه فحسب ، بل لابدّ وان تكون عنده نبوءات عن مستقبله ، والا كان فاشلاً ، ولهذا نجد في عالمنا المعاصر مؤسسات علمية وثقافية
__________________
١ ـ سورة الإسراء : ١٧ / ٧١.