زيادة عبارة ( إلاّ المؤمن منهم ، وقليل ما هم ) على حديث الجهني ، خصوصاً ومن لعن بني أميه قاطبة قد صحّ من طرقنا ، فلاحظ.
هذا وقد روى الحاكم ـ في مكان آخر ـ عن أبي سعيد الخدري ، قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ أهل بيتي سيلقون من بعدي من امتي قتلاً وتشريداً ، وإنّ أشدّ قومنا لنا بغضاً : بنو أُمية ، وبنو المغيرة ، وبنو مخزوم ».
قال الحاكم : « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه » (١).
وحين أخذ مروان به الحكم أسيراً يوم الجمل ، وخلّى سبيله أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، فقيل له : « يبايعك يا أمير المؤمنين »؟ فقال عليهالسلام : « أو لم يبايعتي بعد قتل عثمان؟ لا حاجة لي في بيعته ، إنها كفّ يهودية ، لو بايعني بكفّه لغدر بسُبّته ، أمٍا إنّ له إمرةً كلعقة الكلب أنفه ، وهو أبو الأكبُش الأربعة [ يعني : الوليد ، وسليمان ، ويزيد ، وهشام ] وستلقى الأمة منه ومن وُلْدِهِ يوماً أحمر » (٢).
وقد وصف أمير المؤمنين على عليهالسلام فتنتهم بقوله عليهالسلام :
« .. ألا وإن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أميه فانها فتنة عمياء مظلمة .. وأيم الله لتجدن بني أميه لكم أرباب سوء بعدي كالناب الضروس .. لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلاّ نافعاً لهم أو غير ضائرٍ بهم ، ولا يزال بلاؤهم عنكم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلاّ كانتصار العبد من ربّه ، والصاحب من مستصحبه ، ترد عليكم فتنتهم
____________
١ ـ مستدرك الحاكم ٤ : ٥٣٤ / ٨٥٠٠ ، والطبعة القديمة ٤ : ٤٨٧.
٢ ـ نهج البلاغة : ١٠٩ ، رقم / ٧٣ ، ( من كلام له عليهالسلام قاله لمروان بن الحكم بالبصرة ).