الإمام العسكري عليهالسلام اخفاء ولادة ولده المهدي الموعود عليهالسلام عن عامة الناس إلاّ الاقرب فالأقرب.
وقد صحّ الخبر ـ ومن طرق شتى ـ بما فعله الحاكم العباسي بعد وفاة الإمام العسكري عليهالسلام ورواه الشيعة كلهم ، ويكفي أنه وكل القوابل على نساء الإمام العسكري عليهالسلام وإمائه بعد وفاته ليفتشهن ، كل ذلك لأجل الفتك بالإمام الثاني عشر عليهالسلام وإن كان حملاً.!!
فالخوف من القتل كسبب من أسباب الغيبة لا نقاش فيه أصلا من الناحية التاريخية ، ومع هذا فقد جاء الخبر عن إمامنا الصادق عليهالسلام بذلك قبل حدوثه.
١ ـ عن إبان بن عثمان وغيره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لابد للغلام من غيبة ، فقيل له : ولِمَ يا رسول الله؟ قال صلىاللهعليهوآله : يخاف القتل » (١).
٢ ـ وعن زرارة ، عن الإمام الصادق عليهالسلام منه قال : « إن للقائم غيبة قبل أن يقوم ، قلت : ولِمَ؟ قال : إنّه يخاف ، وأومأ بيده إلى بطنه ، يعني : ألقتل » (٢).
وسيأتي عن الإمام الصادق عليهالسلام ما يبين هذه العلة في الغيبة ، وذلك من خلال تأكيده على من في الإمام المهدي عليهالسلام سنة من الأنبياء السابقين. ومن جملتها : سنة من موسى خائفا يترقّب والذي حكاه القرآن الكريم على
__________________
١ ـ علل الشرائع ١ : ٢٤٣ / ١ باب ١٧٩.
٢ ـ اصول الكافي ١ : ٣٣٨ / ٩ و ١ : ٣٤٠ / ١٨ ، و ١ : ٣٤٢ / ٢٩ ، باب في الغيبة.