الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً ، فاخرجنى من قبري مؤتزراً كفني ، شاهراً سيفي ، مجرّداً قناتي ، ملبّياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي .. ».
والادعية الواردة عن أهل البيت عليهمالسلام في هذا كثيرة جداً ، وفيها تنوع رائع من الدعاء يطلّ الداعي من خلاله على عالم فسيح ، وينفتح على حياة أخرى ملؤها التوحيد ، والعبودية الخالصة لله ، والذوبان في مناجاته سبحانه ، والاخلاص لدينه ، والمحبّة والانقياد لرسله وأوليائه عليهمالسلام.
وفي أدعية الإمام الصادق عليهالسلام تجسيد حيّ لهذه المعاني كلها ؛ وفيما يأتي صورة مختصرة لما تضمنته بعض أدعيته الشريفة في هذا الخصوص :
عن عبد الله بن سنان ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : « ستصيبكم شبهة ، فتبقون بلا علم يرى ، ولا إمام هدى ، ولا ينجو منها إلاّ من دعا بدعاء الغريق ، قال : يقول يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك .. » (١). ومن الواضح من هذا الدعاء أعمّ من حصره بزمان حبس الإمام الكاظم عليهالسلام وانقطاعه عن قواعده الشعبية ، بل يشمل أهل زمان الغيبة أيضاًًً.
ويدلّ عليه حديث زرارة ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، وفيه : « ... فقلت
__________________
١ ـ إكمال الدين ٢ : ٣٥١ ـ ٣٥٢ / ٤٩ باب ٣٣.