وتصنيفها ، الأمر الذي ساعد على استخراج المادّة المطلوبة منها بيسر وسهولة ، هذا فضلاًًً عن الكتب الأخرى المصنّفة في خصوص الإمام المهدي عليهالسلام وغيبته. ولا شكّ بمن الرجوع إلى تلك الكتب ـ بصنفيها ـ سوف يكشف بالتأكيد عن غيبة الإمام المهدي عند جدّه الإمام الصادق عليهماالسلام بكل وضوح ، ولا يضرّ وجود الإجمال في بعضها مع وجود التفصيل ، كما لا يقدح الإبهام في دلالاتها مع توفّر البسط والتوضيح ؛ إذ لم يقتصر إمامنا الصادق عليهالسلام على إخبار شيعته بمجرّد غيبة إمام من أهل البيت عليهمالسلام حتى يمكن القول بعدم دلالة ما أخبر به على غياب شخص أعين. وإنما أخبرهم كذلك بشخص من سيغيب ، وحدّد رقمه من بين الأئمة الاثني عشر ، وذكر اسمه وكنيته ، وسلّط الضوء على كامل هويّته ، وما يقوله المبطلون في ولادته ، وطول امد غيبته ، وما يجب على المؤمنين من انتظار فرجه ، مع تبيين واسع لعلامات ظهوره ، ومكان الظهور ، وعدد منصاره ، ومدّة حكمه بعد ظهوره ، وقوّة دولته ، وسعة العدل فيها ، والرخاء العميم في جنباتها ، وسيطرة دين الإسلام في ظلالها على سائر الأديان كلها في مشارق الأرض ومغاربها ، بما لا يبقى مع تلك الأخبار أدنى مجال للقول بمهدي مجهول يخلقه الله تعالى في آخر الزمان.
وهكذا حكم الإمام الصادق عليهالسلام من خلال ما وصلنا من أحاديث الشريفة بزيف دعاوى المهدوية السابقة على عصره ، والمعاصرة له ، واللاحقه به ، وبيّن كذبها جميعاًً ؛ كمهدوية محمد بن الحنفية ( ت / ٧٣ هـ ، وقيل غيرها ) ومهدوية عمر بن عبدالعزيز الأموي ( ت / ١٠١ هـ ) ، ومهدوية محمد بن عبد الله بن الحسن الذي قتله المنصور الدوانيقي سنة /