بموقف أبي لهب عمَّ النبي صلىاللهعليهوآله ، حيث جحد نبوة ابن أخيه نبيّنا محمد صلىاللهعليهوآله ، وكذب رسالته ، وألّب عليه ، وكان ـ لعنه الله أولى من غيره بالإيمان بنبي الرحمة صلىاللهعليهوآله ، والتصديق برسالته ، وبذل الغالى والرخيص لأجل نصرته.
ومفاد هذه الشبهة أن أكثر الأحاديث المستدلّ بها في تشخيص هوية المهدي عليهالسلام عند الشيعة ، ورد ذكره فيها بلفظ ( القائم ) ولا اختصاص للإمام الثاني عشر عند الشيعة بهذا اللفظ ، كما ان لفظ ( المهدي ) لا يدلّ على كون المقصود به هو الإمام الثاني عشر لوجود روايات تشير إلى وصف أئمة الشيعة بمنهم مهديون كلّهم ، وإذا كان كلا اللفظين أعمّ من اختصاصهما به فلا مجال للاستدلّال بتلك الأحاديث على مهدويته وغيبته!
والجواب ، إنه حتى لو كان لفظ ( القائم ) و ( المهدي ) لا ينصرفان عند الاطلاق إلى الإمام الثاني عشر الحجة ابن الحسن العسكري عليهماالسلام ، فهناك الكثير من القرائن التي دلّت على هذا المعنى واقترن بها اللفظان ، كذكر الغيبتين مثلاً ، هذا فضلاً عن الأحاديث التي لا تحتاج إلى قرينة ، وهي التي شخّصت من هو القائم باسمه ونسبه الشريف كما مرّ مفصلاً في بيان الإمام الصادق عليهالسلام لهوية الإمام المهدي عليهالسلام ولا حاجة إلى إعادتها.
والصحيح في المقام هو أن لفظ ( القائم ) قد وصف به الأئمة عليهمالسلام جميعاً ، ولكنه لا ينصرف إلى أحد من أهل البيت عليهمالسلام إلاّ بقرينة حالية أو مقالية ،