الإمام المهدي عليهالسلام ، ومعنى هذا : أن الأمر بالتقيّة في زمانه دليل على إشعار الناس بزيف مهدوية المهدي العباسي وكذب مروّجيها له.
ويدلُّ عليه أحاديث الإمام الصادق عليهالسلام في الكتمان ، وهي كثيرة أيضاً ، وصلتها بموضوعنا أوضح من أن تحتاج إلى بيان ؛ لأن معنى تلك الأحاديث : هو أن تصان أسرار آل محمد صلىاللهعليهوآله ولا تذاع على مسامع السلطة العباسية وجواسيسها واتباعها وأنصارها ؛ خشيةً على الآل عليهمالسلام من القتل أو السجن أو النفي وغير ذلك من وسائل الإرهاب والبطش والتنكيل ؛ ولهذا كان إمامنا الصادق عليهالسلام يحذّر أصحابه من خطر إذاعة أسرارهم ، ويقول لهم : « من أذاع علينا شيئاًً من أمرنا فهو كمن قتلنا عمداً ولم يقتلنا خطأً » (١).
وكان عليهالسلام يأمرهم بمواساة أهل البيت عليهمالسلام في ظلّ تلك السياسة الظالمة الرعناء ويحثهم على كتم الأسرار ، بقوله عليهالسلام : « نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمّه لنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله » (٢).
ويدلّ عليه الأحاديث الصريحة الآمِرة بعدم الرجوع إلى العباسين ولا إلى أحد من ولاتهم أو قضاتهم بشيءٍ من المرافعات القضائية.
__________________
١ ـ أصول الكافي ٢ : ٢٧٥ / ٩ باب الإذاعة ، من كتاب الإيمان والكفر.
٢ ـ أمالي الشيخ المفيد : ٣٣٨ / ٣ المجلس رقم / ٤٠ ، وأمالي الشيخ الطوسي : ١١٥ / ١٧٨ المجلس رقم / ٤.