ذلك؟ وإن الإمامة خلافة الله عزّوجلّ في أرضه ، وليس لأحد أن يقول لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن عليهماالسلام ؛ لمن الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله ( لا يُسألُ عَمَّا يفعلُ وَهمْ يُسألونَ ) (١) » (٢).
ومن هنا ندرك أن السرّ في مسألة حصر الإمامة بذرية الإمام الحسين عليهالسلام أعمق بكثير مما قد نتصوّره سبباً لاختيار الله عزّوجلّ لتلك الصفوة الطاهرة من عباده ، كسمو أرواحهم ، وعظمة اخلاقهم ، وانقطاعهم لله عزّوجلّ ، ونحو ذلك من الأسباب الظاهرة التي تندرج في قائمة المثل العليا في الإسلام ؛ وإلاّ لتساووا عليهمالسلام مع المتقين الأبرار الذين سلكوا طريقتهم المثلى ، ومضوا على محجّتهم الواضحة.
أما عن الاختلاف في اسم الأم ، فهو أوضح من نار على علم ، وأين اسم ( هند ) من اسم ( نرجس )؟ ويقال لها عليهاالسلام ( صقيل ) كما مرّ عن الإمام الصادق في بيان هوية الإمام المهدي عليهماالسلام ؛ من باب تسمية الشيء ببعض صفاته ، ولهذا تعددت اسمائها لجمال خَلْقها وخُلقها سلام الله عليها.
وأما الاختلاف في نسب الأم ؛ فإن أم محمد بن عبد الله بن الحسن ،
____________
١ ـ سورة الانبياء : ٢١ / ٢٢.
٢ ـ إكمال الدين ٢ : ٣٥٨ ـ ٣٥٩ / ٥٧ باب ٣٣.