رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن الوحي ، عن الله عزّوجلّ ، ولا مانع أيضاًً من أن يفيضه الله تعالى عليهم ؛ لأنّهم عليهالسلام « محدّثون » كما مرّ في كلام ابن خلدون ما يشير إلى هذا ، وفي الصحيح عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « نحن إثنا عشر محدَّثاً » (١).
ولا مانع أيضاًً من القول بقول الآلوسي ( ت / ١٢٧٠ هـ ) ، بشأن علم الخواص ، قال : « إنّهم أُظْهِرُوا أو أُطلعُوا ـ بالبناء للمفعول ـ على الغيب ، أو نحو ذلك ممّا يُفهم الواسطة في ثبوت العلم لهم » (٢).
ومن هنا يظهر بوضوح وجه المغالطة في نسبة إخبار أولياء الله بالشيء قبل حدوثه إلى علم الغيب المنفي غير الله عزّوجلّ ، هذا فضلاًً عمّا في تلك المغالطة من إنكار لشيء مادّي ملموس!! أعني المصنّفات الكثيرة المؤلّفة في غيبة الإمام المهدي عليهالسلام قبل ولادته ، وفيها من الاخبار الكثيرة المتواترة ما يكشف عن غائب بالتحديد وشخص أعين لا مجال للاشتباه فيه أو الترديد ، وهو ما شهد به غير واحد ممّن ذكرناه.
نعني بمكونات الوحدة الموضوعية للغيبة عند الإمام الصادق عليهالسلام :
__________________
١ ـ أصول الكافي ١ : ٥٣٤ ـ ٥٣٥ / ٢٠ ، وبصائر الدرجات : ٣١٩ / ٢ باب ٥ ، وإكمال الدين ٢ : ٣٣٥ / ٦ باب ٣٣, وعيون اخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٥٩ ـ ٦٠ / ٢٣ باب ٦.
٢ ـ تفسير روح المعاني / الألوسي ٢٠ : ١١ مبحث في : ( قل لا يعلمُ من في السّموات والأرض الغيب إلاّ الله ) سورة النمل : ٢٧ / ٦٥.