بينكم من العداوة (١). قوله : ( هُنَ لِباسٌ لَكُمْ ) [ ٢ / ١٨٧ ] أي مسكن لكم ، أو من الْمُلَابَسَةِ وهي الاختلاط والاجتماع ، ولما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتمل كل منهما على صاحبه شبه بِاللِّبَاسِ ، فالرجل لِبَاسُ المرأة والمرأة لِبَاسُهُ. قوله : ( وَلِباسُ التَّقْوى ) [ ٧ / ٢٦ ] قال المفسر : هو الإيمان ، وقيل ستر العورة. وكل شيء يستر فهو لِبَاسٌ ، ومنه قوله : ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً ) [ ٧٨ / ١٠ ] أي سترا يستتر به. قوله : ( فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ) [ ١٦ / ١١٢ ] سمى الله الجوع والخوف لِبَاساً لأن أثرهما يظهر على الإنسان كما يظهر اللِّبَاسُ ، وقيل إنه شملهم الجوع والخوف كما يشمل اللِّبَاسُ البدن ، فكأنه قال : فأذاقهم ما غشيهم من الجوع والخوف. قوله : ( وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ ) [ ٢ / ٤٢ ] أي لا تخلطوه به.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْعَالِمُ بِزَمَانِهِ لَا تَدْخُلُ عَلَيْهِ اللَّوَابِسُ ».
أي لا تدخل عليه الشُّبَهُ. واللَّبْسُ : الشبه في الأمر. وفي الأمر لَبَّسَهُ : أي شبهه. والْتَبَسَ عليه الأمر : اختلط واشتبه. و « اللُّبْسُ » بالضم مصدر قولك لَبِسْتُ الثوب من باب تعب لُبْساً بالضم. واللِّبْسُ بالكسر واللِّبَاسُ : ما يُلْبَسُ ولَابَسْتُ الأمر : خالطته. والتَّلَبُّسُ كالتدليس والتخليط ، شدد للمبالغة.
( لحس )
اللَّحْسُ باللسان ، يقال لَحِسَ القصعة بالكسرة يَلْحَسُهَا من باب تعب لَحْساً كفلس : أخذ ما علق بجوانبها بالإصبع واللِّسَانُ ، ومنه لَحَسْتُ الإناء لَحْسَةً. ولَحِسَ الدود الصوف : أكله.
( لمس )
قوله تعالى : ( أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ ) [ ٤ / ٤٣ ] لَمَسْتُمُ النساء و ( لامَسْتُمُ النِّساءَ )
__________________
(١) مجمع البيان ج ٢ ص ٣١٥.