قوله : ( فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ ) [ ٤١ / ٥١ ] استعار الْعَرْضَ لكثرة الدعاء ودوامه كما استعار الغليظ لشدة العذاب. قوله : ( وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً ) [ ١٨ / ١٠٠ ] أي أظهرناها حتى رآها الكفار ، يقال عَرَضْتُ الشيء فَأَعْرَضَ : أي أظهرته فظهر. قوله : ( هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا ) [ ٤٦ / ٢٤ ] أي سحاب يمطرنا أو ممطر لنا ، ولا يجوز أن يكون صفة لِعَارِضِ النكرة ، وسمي عَارِضاً لأنه يَعْرِضُ في الأفق. قوله : ( يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى ) [ ٨ / ١٦٩ ] مر في دنا. قوله : ( يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) [ ٤٠ / ٤٦ ] أي صباحا ومساء ، أي يعذبون في هذين الوقتين وفيما بين ذلك الله أعلم بحالهم ، فإذا قامت القيامة قيل لهم ( أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ ) قوله : ( تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا ) [ ٤ / ٩٤ ] أي تطلبون عَرَضَ الحياة الدنيا ، أي طمع الدنيا وما يُعْرَضُ منها يعني الغنيمة والمال ومتاع الحياة الدنيا الذي لا بقاء له.
وَفِي الْخَبَرِ « أَنَّ جَبْرَئِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وَأَنَّهُ عَارَضَهُ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ ».
أي كان يدارسه جميع ما نزل من القرآن ، من الْمُعَارَضَةِ : المقابلة. ومنه « عَارَضْتُ الكتاب بالكتاب » أي قابلته. ويقال عَارَضْتُهُ في السير : أي مررت حياله. وعَارَضْتُهُ بمثل ما صنع : أي أتيت إليه بمثل ما أتى.
وَفِي الْخَبَرِ « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله عَارَضَ جِنَازَةَ أَبِي طَالِبٍ ».
أي أتاها مُعْتَرِضاً من بعض الطريق ولم يتبعه من منزله. والْعَرَضُ : متاع الدنيا وحطامها. ومنه الْخَبَرُ « الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « فَإِنْ عَرَضَ فِي قَلْبِكَ مِنَ الْمَاءِ شَيْءٌ فَكَذَا ». أراد إن ظهر وخطر في قلبك شيء من استعماله فأفرج الماء