وقَبَضْتُ قَبْضَةً من تمر ـ بفتح القاف والضم لغة ـ : أي كفّا منه. وقَبَضَ عليه بيده : ضم عليه أصابعه ومنه « مَقْبِضُ السيف » وزان مسجِد ، وفتح الباء لغة.
وَفِي الْحَدِيثَ « فَقَبَضَ عَلَيْهِنَّ ».
أراد الكلمات الأخروية التي ذكرت في الحديث ولعل المراد بِالْقَبْضِ عدتهن بالأصابع وضما لهن. والقَبَضُ بالتحريك : ما قُبِضَ من أموال الناس. وانْقَبَضَ الشيءُ : صار مقبوضا. والانْقِبَاضُ : خلاف الانبساط. ومنه الْحَدِيثُ « الِانْقِبَاضُ عَنِ النَّاسِ مَكْسَبَةٌ لِلْعَدَاوَةِ ».
يعني من خالط ثم ينقبض عنهم وعن مخالطتهم لا لعلة فقد كسب العداوة. وتَقَبَّضَتِ الجلدةُ في النار : أي انزوت. ومنه الْحَدِيثُ « كُلَّمَا انْقَبَضَ اللَّحْمُ عَلَى النَّارِ فَهُوَ ذَكِيٌّ وَكُلَّمَا انْبَسَطَ فَهُوَ مَيْتَةٌ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « مَا مِنْ قَبْضٍ وَلَا بَسْطٍ إِلَّا وَلِلَّهِ فِيهِ مَشِيَّةٌ وَابْتِلَاءٌ ».
قيل المراد من القَبْضِ والبسط الفرح والألم ، سواء كان بطريق ظلم أحد أم لا. وقُبِضَ فلانٌ : أي مات ، فهو مَقْبُوضٌ ومنه « قُبِضَ موسى » و « قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله ».
( قرض )
قوله تعالى : ( إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ ) [ ٦٤ / ١٧ ] القَرْضُ : ما تعطيه غيرك ليقضيكه ، وأصله القطع ، فهو قطيعة من مالك بإذنه على ضمان رد مثله ، والمعنى ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ) [ ٢ / ٢٤٥ ] أي طيبة نفسه ( فَيُضاعِفَهُ لَهُ ) في الجزاء ما بين سبع أو سبعين إلى سبعمائة. وقد استدل بهذه الآية وبقوله ( إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ ) و ( أَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً ) على أرجحية القَرْضِ للمؤمن ، وإن فيه أجرا عظيما ، وإن الله هو المكافئ عليه ، إذ الحقيقة ممنوعة لاستحالة الحاجة عليه ، فتحمل على إقراض عبيده.