الرواية ، وكان الأكمل في التربيع ما ذكرناه ، والقول باستحباب التَّرْبِيعِ كيفما اتفق لاختلاف الأحاديث في ذلك غير بعيد ، ويكون المراد بالتربيع المعنى اللغوي. ورَبِيعَةُ ومُضَرُ مر القول فيهما والنسبة إليهم رَبَعِيٌ بالتحريك.
وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ خَلَّى عَلَى جِيرَانِهِ مِنَ الشَّيَاطِينِ مِثْلَ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ».
يضرب المثل بهما في الكثرة. و « الأَرْبِعَاءُ » من أيام الأسبوع. والرَّبِيعُ : جدول أو ساقية تجري إلى النخل أو الزرع ، والجمع أَرْبِعَاءُ بكسر الموحدة. ومنه الْحَدِيثُ « لَا تَسْتَأْجِرِ الْأَرْضِ بِالْأَرْبِعَاءِ وَلَا بِالنِّطَافِ. قُلْتُ : وَمَا الْأَرْبِعَاءُ؟ قَالَ : الشِّرْبُ ، وَالنِّطَافُ فَضْلُ الْمَاءِ ».
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ « الْأَرْبِعَاءُ أَنْ يُسَنِّيَ مُسَنَّاةً فَيَحْمِلَ الْمَاءَ وَيَسْقِيَ بِهِ الْأَرْضَ ».
وَفِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ « اللهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُرَبَّعاً ».
أي عاما يغني عن الارتياد. و « الناس يَرْبَعُونَ حيث شاءوا » أي يقيمون ولا يحتاجون إلى الانتقال في طلب الكلإ ، أو يكون من أَرْبَعَ الغيثُ إذا أنبت الربيعَ. وروي الحديث بالياء المثناة من المراعة بفتح الميم ، يقال مكان مريع ، أي خصب. والمَرْبُوعُ : المتوسط ، وهو ما بين الطويل والقصير ومنه الْحَدِيثُ « تَزَوَّجْ مِنَ النِّسَاءِ الْمَرْبُوعَةَ ».
ومنه فِي وَصْفِهِ صلى الله عليه وآله « أَطْوَلُ مِنْ المَرْبُوعِ ».
و « اليَرْبُوعُ » بالفتح واحد اليَرَابِيعِ في البر ، وهو حيوان طويل الرجلين قصير اليدين جدا وله ذنب كذنب الجرذ يرفعه صعدا لونه كلون الغزال.
( رتع )
قوله تعالى : ( أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ) [ ١٢ / ١٢ ] قرئ نَرْتَعْ ونَلْعَبْ بالنون فيهما وبالياء فيهما والجزم ، وقرئ الأول بالنون والثاني بالياء ، وقرئ