واسمها رُقْعَةٌ وجمعها رِقَاعٌ كبُرْمَةٍ وبِرَامٍ. ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « وَلَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِي » (١).
إلخ ، وقد مر. والرُّقْعَةُ أيضا واحدة الرِّقَاعِ التي يكتب فيها. ومنها استخارة ذات الرِّقَاعِ.
وَغَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ مَشْهُورَةٌ ، وَهِيَ غَزْوَةٌ غَزَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ غَطَفَانَ فَخَافَ الْجَمْعَانِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله صَلَاةَ الْخَوْفِ.
وسميت الغزوة غزوة ذات الرِّقَاعِ لوجوه : قيل لأنهم كانوا يلفون على أرجلهم الخرق من شدة الحر أو يعصبونها من حيث تنصب أقدامهم من المشي ، وقيل لأن الأرض التي التقوا فيها كانت قطعا بيضاء وحمراء وسوداء كالرِّقَاعِ المختلفة الألوان. وقيل لأنهم رَقَعُوا راياتِهِم فيها ، وقيل هي اسم شجرة بذلك الموضع ، وقيل اسم جبل قريب من المدينة فيه بقع حمر وسود وبيض (٢). ويقال للواهي العقل رَقِيعٌ تشبيها بالثوب الخلق ، كأنه رُقِعَ.
( ركع )
قوله تعالى : ( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) [ ٢ / ٤٣ ] أي مع المسلمين ، لأن اليهود لا ركوع لهم ، قيل الأولى حمل الآية على الأمر بصلاة الجماعة ، فتكون إما وجوبا كما في الجمعة والعيدين أو استحبابا كما في باقي الصلوات الواجبة ، وهو قول أكثر المسلمين ، وقول أحمد بوجوبها على الكفاية محتجا بأنه صلى الله عليه وآله توعد جماعة تركوها بإحراق
__________________
(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٧٦.
(٢) قال في معجم البلدان ج ٣ ص ٥٦ : والأصح أنه موضع لقول دعثور « حتى إذا كنا بذات الرقاع » ... وقال الواقدي : ذات الرقاع قريبة من النخيل بين السعد والشقرة وبئرار ما على ثلاثة أميال من المدينة ، وهي بئر جاهلية ... وقال نصر : ذوات الرقاع مصانع بنجد تمسك الماء لبني أبي بكر بن كلاب ، ووادي الرقاع بنجد أيضا.