عليه وغشاه ومنعه ألطافه ، وهو كما قيل صريح في إضلال الله لبعض عباده من باب المجازاة لا ابتداء كما زعمته الأشاعرة. والطَّبِيعَةُ : مزاج الإنسان المركب من الأخلاط.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام « طَبَائِعُ الْجِسْمِ عَلَى أَرْبَعَةٍ : فَمِنْهَا الْهَوَاءُ الَّذِي لَا تَحْيَا النَّفْسُ إِلَّا بِهِ وَبِنَسِيمِهِ وَيُخْرِجُ مَا فِي الْجِسْمِ مِنْ دَاءٍ وَعُفُونَةٍ ، وَالْأَرْضُ الَّتِي قَدْ تُوَلِّدُ الْيُبْسَ وَالْحَرَارَةَ ، وَالطَّعَامُ وَمِنْهُ يَتَوَلَّدُ الدَّمُ أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَصِيرُ إِلَى الْمَعِدَةِ فَتَعْمَلُ بِهِ حَتَّى يَلِينَ ثُمَّ يَصْفُوَ فَتَأْخُذُ الطَّبِيعَةُ صَفْوَهُ وَمَا تَمَّ يَنْحَدِرُ مَعَ الثُّفْلِ ، وَالْمَاءُ وَهُوَ يُوَلِّدُ الْبَلْغَمَ ».
قال بعض شراح الحديث : قوله « طَبَائِعُ الجسم » إلخ المراد أن نظام هيكل الإنسان مبني على أربعة : الهواء الذي متابعه دفع الفضلة فإن لتحرك النفس دخلا في الدفع ، والأرض التي تولد اليبس والحرارة في الهيكل لانعكاس أشعة الشمس ، وفيه إشارة إلى تولد المرتين مرة السوداء ومرة الصفراء.
( طلع )
قوله تعالى : ( فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى ) [ ٤٠ / ٣٧ ] أي لعلي أقف على حال إله موسى وأشرف عليه. والطُّلُوعُ والِاطِّلَاعُ : الصعود على الشيء ، قال تعالى : ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ ) [ ٣٧ / ٥٥ ]. قوله : ( حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) [ ٥ / ٩٧ ] بفتح اللام وكسرها موضع الطلوع ، يقال طَلَعَت الشمس طُلُوعاً من باب قعد ومَطْلَعاً : أي بينت وظهرت. قال الشيخ أبو علي : قرأ الكسائي وخلف مَطْلِعِ بكسر اللام والباقون بفتح اللام. ثم قال : مَطْلَع مصدر بدلالة أن المعنى سَلَامٌ هِيَ حتى وقت طلوعه وإلى وقت طلوعه ، فهو نحو مقدم الحاج وخفوق النجم بجعل المصدر فيه على تقدير حذف المضاف ، والقياس أن يفتح اللام كما أن مصادر سائر ما كان من فعل يفعل مفتوح العين نحو المخرج والمقتل
وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ ».