بتشديد الطاء المهملة والبناء للمفعول : أمر الآخرة وموقف القيامة الذي يحصل الاطلاع عليه بعد الموت. وفي الصحاح المُطَّلَعُ المأتى ، يقال أين مُطَّلَعُ هذا الأمر أي مأتاه ، وهو موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار. وقال ابن الأثير : المُطَّلَعُ مكان الاطلاع من موضع عال ، يقال مُطَّلَعُ هذا الجبل من مكان كذا : أي مأتاه ومصعده. ومنه حَدِيثِ الْحَسَنِ « إِنَّمَا أَبْكِي لِهَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَفِرَاقِ الْأَحِبَّةِ ».
ومِنْهُ « لَوْ أَنَّ لِي مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ ».
وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ عَلِيٍّ عليه السلام مَعَ الصَّحَابَةِ « وَتَطَلَّعْتُ حِينَ تَعْتَعُوا » (١).
التَّطَلُّعُ الإشراف من عال ، وكنى به عن الاهتمام العالي بما ينبغي تحصيله. والتَّتَعْتُعُ : التقبض ، وتَتَعْتَعَ القنفذ : إذا أدخل رأسه في جلده ، وكنى به عن قصورهم وقعودهم عن مقاماته. وطِلَاعُ الأرض : ملؤها. وأَطْلَعْتُ زيدا على كذا : مثل أعلمته وزنا ومعنى. والطَّلْعُ : ما يطلع من النخل ثم يصير بسرا وتمرا إن كانت أنثى ، وإن كانت ذكرا لم تصر تمرا بل يترك على النخلة أياما معلومة حتى يصير فيه شيء أبيض مثل الدقيق ، له رائحة زكية فيلقح به الأنثى.
وَفِي الْحَدِيثِ « الطَّلِيعُ لَيْسَ بِمُحَارِبٍ ».
المراد به عين القوم.
وَفِي الْخَبَرِ « الْمَوْلُودُ مِنْ أُمَّتِي أَحَبُّ عَلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَت ».
أي من جميع ما في الدنيا.
وَفِي الْحَدِيثِ « أَكْرَهُ أَنْ أَنَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَأَكْرَهُ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ غَيْرِ مَطْلِعِهَا ».
قال بعض الشارحين : يقرب إلى الذهن قراءة تُطَلَّعَ بتشديد اللام مبنيا للمفعول ليصح المعنى من غير تكلف. والطَّالِعُ : طالع النجوم. ومنه الْحَدِيثُ « كُنْتُ أَنْظُرُ فِي النُّجُومِ
__________________
(١) نَهْجِ الْبَلَاغَةِ ج ١ ص ٨٤.