وقوله « ولا يَأْرِزُ من ثمرها شيئا » أي لا ينقص. وقولهم « ولم ينظروا في أَرْزِ الكلام » أي في حصره وجمعه والتروي فيه. والمَأْرَزُ : الملجأ.
( أزز )
قوله تعالى : ( أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ) [ ١٩ / ٨٣ ] أي تزعجهم إزعاجا ، وقيل أي تغريهم على المعاصي ، من الأَزِّ وهو التهيج والإغراء قال الشيخ أبو علي : المعنى ثم خاطب الله تعالى نبيه فقال : ( أَلَمْ تَرَ ) يا محمد ( أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ ) أي خلينا بينهم وبين الشياطين إذا وسوسوا إليهم ودعوهم إلى الضلال حتى أغووهم ، ولم نخل بينهم وبينهم بالإلجاء ولا بالمنع وعبر عن ذلك بالإرسال على سبيل المجاز والتوسع ، كما يقال لمن خلى بين الكلب وغيره أرسل كلبه عليه عن الجبائي ، وقيل معناه سلطناه عليهم ، وهو في معنى التخلية أيضا (١) وفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ نَزَلَتِ الْآيَةُ فِي مَانِعِي الْخُمُسِ وَالزَّكَاةِ وَالْمَعْرُوفِ ، يَبْعَثُ اللهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً أَوْ شَيْطَاناً فَيُنْفِقُ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنَ الزَّكَاةِ وَالْخُمُسِ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ ثُمَّ يُعَذِّبُهُ عَلَى ذَلِكَ (٢).
وَفِي الْحَدِيثِ « أَجِدُ فِي بَطْنِي أَزّاً أَوْ ضَرَبَاناً ».
أراد بالأَزِّ التهيج والغليان الحاصل في بطنه ، من أَزَّتِ القِدْرُ : اشتد غليانها وتهيجها. وفي بعض النسخ « أذى » ومعناه واضح. والأَزِيزُ : صوت الرعد ، وصوت غليان القدر أيضا. ومنه الْخَبَرُ « كَانَ يُصَلِّي وَلِجَوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنَ الْبُكَاءِ ».
أي خنين بالخاء المعجمة ، وهو صوت البكاء ، وقيل أن تجيش جوفه وتغلي بالبكاء والمِرْجَل قِدْرٌ من نحاس. ومجلس أَزَزٌ : أي ممتلىء بالناس كثير الزحام ليس فيه متسع.
__________________
(١) مجمع البيان ج ٣ ص ٥٣١.
(٢) تفسير علي بن إبراهيم ص ٤١٣.