لأنه خمسة أقسام : الميمنة ، والميسرة ، والمقدم ، والساقة ، والقلب. و « شرطة الْخَمِيسِ » أعيانه. ومنه حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى الْحَضْرَمِيِ « إِنَّكَ وَأَبَاكَ مِنْ شُرْطَةِ الْخَمِيسِ » (١).
وإنما سموا شرطة قيل من الشرط وهو العلامة ، لأن لهم علامة يعرفون بها ، أو من الشرط وهو تهيؤ لأنهم متهيئون لدفع الخصم. وقَوْلُهُ : « إِنَّكَ وَأَبَاكَ مِنْ شُرْطَةِ الْخَمِيسِ ».
يريد أنهما من أعيان حزبنا يوم القيامة. والْأَخْمَاسُ : الأصابع الخمس. ومنه فِي وَصْفِهِ تَعَالَى « لَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ وَلَا يُمَسُّ بِالْأَخْمَاسِ ».
والغلام الْخُمَاسِيُ : الذي سنه خمس سنين ، أو لطوله خمسة أشبار ، ولا يقال سداسي ولا سباعي لأنه إذا بلغ هذا المقدار فهو رجل. وقولهم « فلان يضرب أَخْمَاساً لأسداس » أي يسعى في المكر والخديعة. وخَمَسْتُ القوم من باب ضرب : إذا صرت خامسهم. وخَمَّسْتُ الشيء بالتثقيل : جعلته أخماسا خمسة. وأَخْمَاسُ القرآن : ما يكتب في هامشه. وكذلك أسباعه وأعشاره.
( خنس )
قوله تعالى : ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) [ ٨١ / ١٥ ] يريد بها النجوم الخمسة المتقدم ذكرها في « برجس » سميت بذلك لأنها تَخْنِسُ في مجراها وتكنس ، أي تستر كما تكنس الظباء في المغارة ، وهي الكناس. قوله : ( الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ ) [ ١١٤ / ٤ ] يعني الشيطان لعنه الله لأنه يخنس إذا ذكر الله تعالى ، أي يذهب ويستتر.
وَفِي التَّفْسِيرِ : لَهُ رَأْسٌ كَرَأْسِ الْحَيَّةِ يَجْثُمُ عَلَى الْقَلْبِ ، فَإِذَا ذُكِرَ اللهُ تَعَالَى خَنَسَ أَيْ تَرَاجَعَ وَتَأَخَّرَ ، وَإِذَا تُرِكَ ذِكْرُ اللهِ رَجَعَ إِلَى الْقَلْبِ يُوَسْوِسُ فِيهِ.
يقال خَنَسَ يخنس بالضم : إذا تأخر.
وَفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ( الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ )
__________________
(١) سَفِينَةٍ الْبِحَارُ ج ١ ص ٦٩٥.