مرازم ، توفي سنة سبع وثلاثين بالمدائن. نقل أنه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة وأما مائتين وخمسين سنة فمما لا يشك فيه. و « الْفَرَسُ » واحد الخيل ، والجمع أَفْرَاسٌ الذكر والأنثى في ذلك سواء ، وأصلها التأنيث ، ولفظها مشتق من الافتراس كأنها تَفْتَرِسُ الأرض بسرعة مشيها. وراكب الفرس فَارِسٌ : أي صاحب فرس ، مثل لابن وتامر ، ويجمع على فُرْسَان وفَوَارِس ، ولا يقاس عليه لأن فوارس جمع فاعلة مثل ضاربة وضوارب ، أو جمع فاعل إذا كانت صفة للمؤنث مثل حائض وحوائض ، أو ما كان لغير الآدميين مثل بازل وبوازل ، وأما مذكر يعقل فلم يجمع عليه إلا فوارس ونواكس.
وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أَفْرَاسٌ : السَّكْبُ اشْتَرَاهُ مِنْ أَعْرَابِيٍّ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ وَكَانَ أَدْهَمَ وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَ الْأَعْرَابِيِّ الضَّرْسَ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله السَّكْبَ ، وَالْمُرْتَجِزُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِحُسْنِ صَهِيلِهِ. وَاللِّزَازُ قَالَ السُّهَيْلِيُّ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يُسَابِقُ شَيْئاً إِلَّا لَزَّهُ أَيْ أَثْبَتَهُ ، وَالطِّرْزُ بِكَسْرِ الطَّاءِ وَاللَّحِيفُ كَانَ يَلْحَفُ الْأَرْضَ بِجَرْيِهِ ، وَالْوَرْدُ أَهْدَاهُ لَهُ تَمِيمٌ الرَّازِيُّ ، وَهَذِهِ السَّبْعَةُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا ، وَقِيلَ كَانَ لَهُ غَيْرُهَا ، وَهِيَ : الْأَبْلَقُ ، وَذُو الْفَقَارِ ، وَذُو اللِّمَّةِ ، وَالْمُرْتَجَلُ ، وَالسِّرْحَانُ ، وَالْيَعْسُوبُ ، وَالْبَحْرُ ، وَالْأَدْهَمُ وَغَيْرُ ذَلِكَ (١).
والْفَرِيسَةُ : فريسة الأسد التي يكسرها فعيلة بمعنى مفعولة.
وَفِي الْحَدِيثِ « إِيَّاكَ وَفَرِيسَةَ الْأَسَدِ ».
كأنه يريد كيفية وضع الصدر في سجود الصلاة. و « أبو فِرَاسٍ » كنية الأسد ، يقال فَرَسَ الأسد فَرِيسَةً يَفْرِسُهَا فَرَساً. وافْتَرَسَهَا : دق عنقها ، وأصل الفرس هذا ثم كثر حتى صير لكل قتل فرسا ، وبه سمي أبو فِرَاس بن حمدان أخو سيف
__________________
(١) انظر أنساب الخيل للكلبي ص ١٩.