من شرعه صلىاللهعليهوآله مع ما نطق به القرآن في قوله تعالى ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ ) (١).
مسألة : عن قول الله عزوجل لنبيّه صلىاللهعليهوآله : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢). فان كان المراد بجميع ( كذا ) قرباه فبقي على العموم وإن كان فيهم الكفّار والضلال والفسّاق والفجّار ومن يجب ذمّه والبراءة منه ، ومثل هؤلاء لا يسأل النبيّ الأمّة مودّتهم ، وإن كان المراد بذلك الأئمة عليهمالسلام فإنّ الإمام إذا ثبتت إمامته وجبت طاعته ولزمت مودّته ، فلا حاجة إلى هذا الأجر ، فما الكلام في ذلك.
الجواب : المراد بذلك مودّة ذوي القربى الذين تجب طاعتهم ، وليس إذا علمنا وجوب طاعتهم بالإمامة ومحبتهم علينا (٣) لا يجوز أن تجب علينا محبّتهم وقد قال الله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) (٤) وإن كنّا علمنا وجوب طاعة الله ورسوله بالعقل والعلم المعجز.
وليس يمتنع أن يكون المراد جميع أهل البيت وأنّه تجب علينا محبّتهم ومودّتهم لمكان نسبهم وإن وجب علينا أن نبغضهم لمكان فسقهم وعندنا تجتمع المحبّة في شخص واحد على إيمانه وطاعته مع البغض له على فسقه ومعاصيه وإنّما يخالف فيه أصحاب الوعيد من المعتزلة وغيرهم (٥).
مسألة : عن قوله تعالى ( الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ ) (٦) ما عنى بذلك؟.
الجواب : هذه الآية نزلت على سبب ، وذلك أن أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله أصابوا قوما في الشهر الحرام فغلب عليهم المشركون فقال الله تعالى : قد سبقتم أنتم إلى انتهاك حرمة هذه الأشهر فقوبلتم عليها ، وكذلك (٧) بعد ذلك
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ١٨٠.
(٢) سورة الشورى ، الآية : ٢٣.
(٣) في الأصل : عليها.
(٤) سورة النساء ، الآية : ٥٩.
(٥) الوعيديّة هم القائلون بتكفير صاحب الكبيرة وتخليده في النار.
(٦) سورة البقرة الآية : ١٩٤.
(٧) كذا في النسختين ، ولعلّ الصحيح : ونزلت بعد ذلك ..