فيه :
شيخ الهدى والطائفة |
|
أثر القرون السالفة(١) |
ويقول العلامة الطهراني في خاتمة مقاله : « هذا ما أمكننا القيام به خدمة لشيخ الطائفة أجزل الله أجره ، وكان ذلك من أحلى أمانينا وأعذبها حيث كنّا نفكر في ذلك منذ زمن بعيد .. » (٢)
وكان العلامة الطهراني يأمل لا بل إنّه سعى بمنتهى جهده لإقامة مهرجان بأحسن ما يمكن ، احتفالا بمناسبة مرور ألف سنة على ولادة الشيخ الطوسي حيث صادف عام ١٣٨٥ ه ق. وقد أرسل بيانا إلى المؤتمر الألفي للشيخ ، المنعقد في أواخر عام ١٣٤٨ ه ش الموافق ١٣٩٠ ه ق في المشهد المقدس الرّضوي من قبل جامعة مشهد وشرح في هذا البيان معاني الحبّ والولاء والإعجاب التي يكنّها في نفسه تجاه الشيخ الطوسي وآثاره واعماله القيمة ، ولقد قرئ هذا البيان في افتتاحيّة المؤتمر ، وقد ارتحل إلى رحمة الله تعالى بعد مضي شهرين فقط من المؤتمر.
وكانت نسخة البيان مكتوبة بيده المرتعشة وكأنها كانت آخر ما رقمه بقلمه الشريف وصورتها موجودة في الجزء الثالث من ذكري الشيخ الطوسي (٣) وفي ذلك البيان بعد ذكر لمحة عن مساعيه الحميدة المضنية من أجل اقامة الذكرى الألفية للطوسي والتي لم تكلل بالنجاح يقول : ما ترجمته « بعد وصول الدعوة إليه من قبل الأمانة العامّة للمؤتمر إنّني دائما كنت أرى أنّ الله تعالى أنعم على الشيخ بلطفه الخاص وليس السبب لإفاضة مثل هذا اللطف الصافي من قبل الفياض المطلق الحكيم ، عالم السر والخفيات عليه لو لم يكن ملحوظا عنده تعالى في بدء خلقته بما أبدعه من وجوده ـ ثم يعدد أعمال الشيخ ويقول ـ إذن بعد رؤية هذا الحقير ( يعنى نفسه ) بعينيه وبقلبه هذه الأمور كنت على اطمئنان كامل في انتظار يوم تضيء فيه شمس وجوده العالم أجمع .. وكنت منتظرا لذلك خلال الأيّام الطّوال حتى اقترب الأجل وجاءت البشارة بقرب الاحتفال بالذكرى الألفيّة التي وصلت على يدي ساعي البريد حيث ألقي إلى كتاب الأعضاء المحترمين فأحسست بنفخ روح جديدة في جسدي. » وقد أجازنا في سفره إلى مشهد عام ١٣٨٠ هـ
__________________
(١) مقدمة التبيان ص ألف.
(٢) مقدمة التبيان ص أبص.
(٣) يادنامه شيخ طوسي ج ٣ ص ١٧ و ١٨.