« ملعون ملعون من سمّاني في محفل من النّاس » (١) ، فمن الممكن أنّ كلمة النّاس في هذا التوقيع الصادر عنه عليهالسلام هو أعداء أهل البيت.
نعم ، لو كانت هذه المكاتبة صدرت عنه في الغيبة الكبرى ، كالتوقيع الذي صدر من الناحية المقدّسة إلى المفيد رحمهالله لقلنا بمقالة الشيخ الصدوق والمجلسي في النهي عن التصريح بذكر اسمه المبارك ، ولكن كما تعلم أنّ هذه المكاتبة صدرت في الغيبة الصغرى. فمع غضّ النظر عن كلّ هذه الاحتمالات نقول : إنّ هذه الروايات وإن صدرت قبل ولادة الإمام المهدي عليهالسلام ، ولكن هي ناظرة إلى زمان خاصّ وهي الغيبة الصغرى.
فإن كان الأمر غير ذلك ، فلماذا جاء التصريح باسم الإمام المهدي في روايات الأئمّة الإثني عشر ، وعلى الخصوص الحديث الذي يرويه جابر بن عبدالله الأنصاري عن فاطمة بنت رسول الله ، المعروف بحديث اللوح (٢) ، حيث ذكر في هذا الحديث أسماء الأئمّة الاثني عشر ، ومن جملتهم ذكر إسم الإمام المهدي عليهالسلام ، منها : ما قاله النبيّ صلىاللهعليهوآله لسلمان الفارسي ، فقال : « ثمّ ابنه محمّد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله » (٣).
وهكذا صرّح بعض أئمّة أهل البيت باسم الإمام المهدي ، ومنهم الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، حيث قال لجاريته : « ستحملين ذكراً ، واسمه محمّد ، وهو القائم من بعدي » (٤) ، أو لمّا سئل عنه عليهالسلام : فمن الحجّة والإمام بعدك ؟ فقال : « ابني
_________________________
(١) بحارالأنوار : ٥١ / ٣٣.
(٢) كمال الدين : ١ / ٤٢٣.
(٣) دلائل الإمامة : ٢٣٧.
(٤) بحار الأنوار : ٥١ / ٢.