يوم استشهاد والده الكريم الإمام الحسن العسكري عليهالسلام. وقد رأته حكيمة عمّة الإمام العسكري في نفس الدار التي ولد فيها ، ورآه أحمد بن إسحاق (١) وغيره (٢) هناك ، ورآه أيضاً أبو الأديان وجعفر الكذّاب في نفس الدار بعد استشهاد الإمام العسكري عليهالسلام ، حيث صلّى على والده الكريم.
وإنّ طلب الإمام عليهالسلام من والدته المعروفة بالجدّة أن تذهب به إلى المدينة بسنة قبل وفاته عليهالسلام (٣).
لم نعثر في رواياتنا على سكن معروف بعينه للإمام المهدي عليهالسلام في هذه الفترة ، أي الغيبة الصغرى ، التي استمرّت حوالي ٧٤ سنة ، رغم وجود بيت والده الكريم الإمام العسكري عليهالسلام في سامراء.
فالإمام المهدي وإن شوهد في الدار ولكن لم يدلّ أي دليل على أنّه كان ساكناً بها. روى الشيخ الطوسي عن جماعة ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه وغيره ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن قيس ، عن بعض جلاوزة السواد ، قال : « شهدت نسيماً آنفاً بسرّ من رأى وقد كسر باب الدار ، فخرج إليه وبيده طبرزين ، فقال : ما تصنع في داري ؟
قال نسيم : إنّ جعفراً زعم أنّ أباك مضى ولا ولد له ، فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك ، فخرج عن الدار » (٤) ، ويبدو أنّه كان يسكن في العراق وإن
_________________________
(١) بشارة الإسلام : ١٦٧.
(٢) كتال الغيبة : ١٦٥.
(٣) راجع : حياة الإمام العسكري عليهالسلام : ٢٤٢.
(٤) كتاب الغيبة : ١٦١.