قال : لأنّ إمامهم يغيب عنهم.
فقلت : ولِمَ ؟
قال : لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف » (١).
ورد في عدّة من الروايات عن الباقر والصادق عليهماالسلام حكمة اُخرى لغيبة الإمام المهدي عليهالسلام ، وهي الخوف من القتل ، فعن زرارة عن الباقر عليهالسلام ، قال : « إنّ للغلام غيبة قبل ظهوره.
قلت : لِمَ ؟
قال : يخاف ، وأومأ بيده إلى بطنه.
قال زرارة : يعني القتل » (٢).
فلو قيل : ألم يكن بقيّة المعصومين عليهمالسلام قد عاشوا بين النّاس رغم أنّهم كانوا عرضة للقتل ؟
قلنا : مع علم الجبابرة بأن المعصومين لم يقصدوا الخلافة ، ولكن كانوا بانتظار حكومة تطيح بالجبارة ، وهي حكومة المهدي عليهالسلام ، خلقوا لهم مشاكل من التضييق والتهمة والحبس والقتل ، فكيف بالمهدي الذي يقوم بالسيف ، وينكس المستكبرين من على عروشهم ، فهل يمكنه أن يعيش بكلّ حريّة بين النّاس من دون أي مضايقة وشدّة من قِبل الخلفاء ، فلا شكّ أنّه مهدّد بالقتل أينما وجد ، وإن رأوه معلّقاً بأستار الكعبة.
_________________________
(١) كمال الدين : ٢ / ٤٨٠.
(٢) الغيبة / النعماني : ١٧٦.