التي تخرج من خرسان إلى الكوفة ، فإذا ظهر المهدي عليهالسلام بعث إليه البيعة » (١).
وبما أنّ خراسان قديماً وحديثاً ، وخصوصاً في وقت صدور الروايات كانت تعدّ من بلاد فارس ، فلا ريب أنّ المقصود من أهل المشرق هم الإيرانيّون ، وهكذا بملاحظة ما ورد في قم وأهل قم ، والطالقان وكنوزها ، نستنتج أنّ الفرس لهم دور عظيم في حركة الإمام المهدي عليهالسلام ، بل لهم دور عظيم في أيّام غيبته ، فكان النبيّ والأئمّة الطاهرين يفتخرون بهم ، وبتعاطفهم مع العترة عليهمالسلام ، رغم كراهة بعض المنافقين ، كلأشعث بن قيس وغيره ، من حضور هؤلاء بجانب الإمام أمير المؤمنين ، وتعظيم الإمام لهم ، وأمّا دورهم فكما يلي :
لقد ورد في بعض ما روي عن العترة الطاهرة أنّ الإيرانيّين هم الفئة الوحيدة التي تدافع عن الدين والقرآن في زمن غربة الإسلام ، كما صرّح الإمام عليّ عليهالسلام في خطبته في مسجد الكوفة.
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : « جاء الأشعث إليه ـ إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ـ فجعل يتخطّى حتّى قرب منه ، ثمّ قال له :
يا أمير المؤمنين ، غلبتنا هذه الحمراء على قربك ، يعني العجم ، فركض المنبر برجله حتّى قال صعصعة بن صوحان : ما لنا وللأشعث ليقولنّ أمير المؤمنين اليوم في العرب قولاً لا يزال يذكر.
فقال عليهالسلام : مَن عذيري من هؤلاء الضياطِرة ، يتمرّغ أحدهم على فراشه تمرّغ الحمار ، ويهجر قوماً للذكر ! أفتأمرني أن أطردهم ؟! ما كنت لأطردهم فأكون
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥٢ / ٢١٧.