لمّا ارتحل النبيّ صلىاللهعليهوآله بقي عليّ عليهالسلام حليف البيت يجمع القرآن بأمر منه ، ولمّا فرغ من جمعه حمل القرآن إلى المسجد وعرضه على أبي بكر ، فقال له عمر : يا عليّ ، اردده فلا حاجة لنا به ، فأخذه عليهالسلام وانصرف ...
فلمّا استخلف عمر سأل عليّاً أن يدفع إليهم القرآن ... فقال : يا أبا الحسن ، إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتّى نجتمع عليه.
فقال عليهالسلام : هيهات ، ليس إلى ذلك سبيل ، إنّما جئت به ليقوم الحجّة عليكم ، ولا تقولوا يوم القيامة : إنّا كنّا عن هذا غافلين ، أو تقولوا : ما جئتنا به ، إنّ القرآن الذي عنده لا يمسّه إلاّ المطهّرون والأوصياء من ولدي.
قال عمر : فهل لإظهاره وقت معلوم ؟
فقال : نعم ، إذا قام القائم من ولدي يظهر ويحمل النّاس عليه فتجري السنّة ... » (١).
وعنده أيضاً جميع آثار المعصومين وكتبهم ، كالصحيفة الجامعة (٢) التي هي بإملاء رسول الله ، وخطّ الإمام أمير المؤمنين ، وكتاب عليّ (٣) ، ومصحف فاطمة (٤) ، والجفر الأبيض (٥) ، والجفر الأحمر (٦) ، والصحيفة التي فيها أسماء جميع الأنبياء
_________________________
(١) الشيعة والرجعة : ١ / ٤١٨.
(٢) بصائر الدرجات : ١٤٢.
(٣) المصدر المتقدّم : ١٤٧.
(٤) و (٦) المصدر المتقدّم : ١٥١.
(٥) معجم أحاديث الإمام المهدي عليهالسلام :