من صلب أخي الحسين ، ومنه مهدي هذه الاُمّة » (١).
إذاً فالمراد من الإمام والأئمّة هم المعصومون عليهمالسلام ، وأمّا علّة وجوب معرفة الإمام في كلّ زمان فكما يلي :
إنّ معرفة الإمام المهدي ـ أرواحنا فداه ـ تأخذ أهمّيتها في الوقت الذي يشعر به النّاس إبتلاءهم بالفساد والضلالة علي إثر الإبتعاد عن إمامهم ، وأنّ الخلاص من هذا المأزق الخطر سوف لن يكون إلاّ عن طريق الإقتداء بالإمام عليهالسلام.
قال الإمام الكاظم عليهالسلام : « ما ترك عزّ وجلّ الأرض بغير إمام قطّ منذ قبض آدم عليهالسلام ، يُهتدي به إلى الله عزّ وجلّ ، وهو الحجّة على العباد ، من تركه ضلّ ، ومن لزمه نجا ، حقّاً على الله عزّ وجلّ » (٢).
وكتب العمري إلى أبي عليّ بن محمّد بن همام ما يبيّن ضرورة هذه المعرفة ، قائلاً :
« اللّهُمَّ عَرِّفْني نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ ، اللّهُمَّ عَرِّفْني رَسُولَكَ فَإنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ ، اللّهُمَّ عَرَّفْني حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِيني » (٣).
وقد أمر ألإمام الصادق عليهالسلام زرارة أن يلتزم بهذا الدعاء في زمان الغيبة (٤).
_________________________
(١) كفاية الأثر : ٢٣.
(٢) معجم أحاديث الإمام المهدي عليهالسلام : ٤ / ١٤٨.
(٣) مصباح الزائر : ٣١٢.
(٤) بحار الأنوار : ٥٢ / ١٤٦.