( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ) (١) ، فلا شكّ أنّ هذا العمر طويل ، ولا شكّ أيضاً أنّ الذي يعيش ثلاثمائة سنة سيعيش أكثر من ذلك لو قدّر الله له ذلك.
فلو أضفنا سنين حياتهم قبل النوم وبقاءهم بعد اليقظة إلى زمان المهدي عليهالسلام ، كما سنشير إليه في أصحابه ، نستنتج ما أشار إليه القرآن الكريم في مسألة طول العمر بالنسبة إلى الإنسان ، ومنه إمكان هذا العمر الطويل بالنسبة إلى الإمام المهدي المنتظر عليهالسلام.
هل سبق المهدي عليهالسلام أحدٌ من النّاس بطول العمر ؟
الجواب : إنّ مسألة طول العمر تعتبر من المسلّمات في تاريخ البشريّة ، ولو راجعنا بعض الكتب لعثرنا على أسماء كثير من النّاس ممّن عمّروا ، وطول العمر أيضاً لا يختصّ بالصالحين فقط ؛ لأنّ كثيراً من الكفرة والظلمة كان لهم عمراً طويلاً ، فمثلاً : عاش شدّاد بن عاد ٩٠٠ سنة ، وعمر بن عامر ٨٠٠ ، وزهير بن عباب ٣٠٠ سنة ، وابن هبل بن عبدالله ٦٠٠ سنة ، ومستوعر بن ربيعة ٣٣٠ سنة ، ودريد بن زيد ٤٥٠ سنة ، وقس بن عبادة ٦٠٠ سنة (٢).
وأمّا من بين الصالحين ، فعاش لقمان بن عاد ٣٥٠٠ سنة (٣) ، وعاش عليّ بن عثمان المعروف بابن أبي الدنيا ٣٠٩ سنة (٤).
_________________________
(١) كهف (١٨) : ٢٥.
(٢) راجع بحار الأنوار : ٥١ / ٢٥٥ ـ ٢٨٨.
(٣) و (٤) الشيعة والرجعة : ١ / ٢٩٥. فردوس الأخبار : ٣ / ٨٦.