وأمّا مسألة طول العمر بين الأنبياء العظام ، فكانت من الاُمور الطبيعيّة والعادية فيهم ، وقد اُشير إلى ذلك في كثير من الروايات.
فمن الذين عمّر طويلاً نوح النبيّ عليهالسلام ، فقيل : إنّه عاش ١٠٠٠ أو ١٤٠٠ أو ١٤٥٠ أو ١٤٧٠ أو ٢٣٠٠ أو ٢٥٠٠ سنة ، ولقد مرّ عليك أنّ القرآن صرّح أنّ فترة دعوته في قومه كانت ٩٥٠ سنة ، وثبت أيضاً هذا العمر الطويل بالنسبة إلى سائر الأنبياء ، مثلاً : سيّدنا آدم عليهالسلام عمّر ٩٣٠ سنة ، وعمّر سليمان عليهالسلام ٧١٢ ، أو ١٠٠٠ سنة ، وهكذا شيث عليهالسلام عمّر ٩٢٠ سنة ، وهود عليهالسلام عاش ٦٧٠ سنة.
هذا بالنسبة إلى الأنبياء الذين عاشورا وماتوا ، وأمّا بالنسبة إلى الياس النبيّ أو إدريس أو عيسى أو الخضر عليهمالسلام (١) ، الذين هم أحياء إلى يومنا هذا ، فحدّث ولا حرج من طول عمرهم ، وقد خصّص الشيخ الوالد رحمهالله في كتابه الشيعة والرجعة فصلاً خاصّاً عن هؤلاء المعمّرون من الأنبياء وغيرهم ، فراجع.
_________________________
(١) راجع : الشيعة والرجعة : ٢٩٣ ـ ٣٠٠.